تتكثف المساعي لتجنيب لبنان ويلات الحرب، وفي سياق هذه التحركات كانت زيارة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين أمس، في حين ستحط طائرة وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه اليوم في لبنان.
هوكشتاين الذي تزامنت زيارته مع ارتفاع خطر وقوع الحرب إلى سقوف غير مسبوقة، بدا في لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين كما مع المعارضة النيابية مراهناً بشدة على اجتماعات الدوحة اليوم وغداً لإحداث اختراق في غزة سيتمدّد حكماً على جنوب لبنان.
ولم يزر هوكشتاين بيروت ناقلاً أي تحذيرات، أو أي معطيات مفاجئة، كما كشف مصدر بارز لـ”النهار”، وأوضح المصدر أنّ الموفد جاء بنفحة إيجابية ناصحاً بشدة العمل بكل ما يمكن لتجنّب التصعيد بين “حزب الله” وإسرائيل موحياً بأن اجتماعات غزة ستكتسب أهمية كبيرة وأن واشنطن ترمي بثقلها لإنجاح الحل الديبلوماسي في غزة وتجنّب اتساع الحرب ولا تريد للبنان الإنزلاق إلى أي تصعيد يهدد باشعال حرب واسعة.
وشدّد هوكشتاين من جهته على محورية القرار 1701 علماً أن من المؤشرات الداخلية البارزة التي تزامنت مع زيارته واكتسبت دلالات مهمة لجهة تهيؤ لبنان لملاقاة تسوية، لاحت معطيات إيجابية مبدئياً حيالها، كانت موافقة مجلس الوزراء المبدئية أمس على شروع قيادة الجيش في الخطوة الأولى من خطتها لتطويع ستة آلاف جندي إضافي لزيادة عديد الجيش في منطقة العمليات التي يلحظها القرار 1701 وذلك بدءاً بتطويع 1500 جندي.
وعلمت “النهار” أن هوكشتاين طلب المزيد من التهدئة في لبنان والمنطقة ولو أنه لم يطلب بطريقة غير مباشرة عدم إقدام “حزب الله” على تنفيذ ردّه على إسرائيل. وفي رأيه أن البوارج الأميركية التي حضرت الى المتوسط جاءت لمنع نشوب حرب كبرى. ولم يدل بأنها ستستهدف الأراضي اللبنانية.
وأكدت أنّ زيارة هوكشتاين تهدف لإقناع “حزب الله” بعدم تصعيد المواجهة مع إسرائيل من أجل تجنيب لبنان الدمار وتدهور الاقتصاد،
كما كشفت مصادر مطلعة على اجواء المباحثات التي اجراها هوكشتاين لـ”الجمهورية” انها شهدت عرضاً مفصّلا للتطورات التي تسارعت في الفترة الأخيرة. في ضوء ما قامت به اسرائيل من استهدافات خطيرة، على الضاحية الجنوبية واغتيال القيادي في “حزب الله” فؤاد شكر، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” في طهران.
واشارت المصادر الى أن الاساس من زيارة هوكشتاين في هذا التوقيت هو التأسيس المسبق على الاختراق المتوقع في مفاوضات الدوحة، وتحضير الاجواء للانتقال سريعا الى مفاوضات الحل السياسي على جبهة جنوب لبنان، وبالتالي فإن جوهر هذه الزيارة السريعة، ليس محاولة وقف اطلاق النار على الجبهة الجنوبية، فالوسيط الاميركي أكد استحالة الوصول الى هذا الامر قبل وقف اطلاق النار في غزة، بل محاولة ابقاء الوضع على جبهة الجنوب محصورا في نطاقه القابل للسيطرة، ومنع تفاقمه الى حدّ ينعكس بصورة سلبية على مفاوضات الدوحة.
وعقد هوكشتاين اجتماعات شملت الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب وقائد الجيش العماد جوزيف عون ووفداً من نواب المعارضة ضمّ جورج عدوان وميشال الدويهي وفؤاد مخزومي والياس حنكش.
بدوره جدد رئيس مجلس الوزراء نبيه بري “التأكيد والمطالبة بضرورة وقف الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة ولبنان”، وجدّد تأكيد تمسك لبنان بالتمديد لمهام قوات اليونيفل وفقاً لمنطوق القرار الأممي 1701 الذي يطالب لبنان بتطبيقه كاملاً منذ اللحظات الاولى لصدوره عام 2006”.
كما أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي شدّد خلال لقائه هوكشتاين على “ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وتهديداتها وأن مدخل الحلّ هو في وقف اطلاق النار في غزة، وتطبيق قرارات مجلس الأمن لا سيما القرار 1701 الذي يضمن استقرار الجنوب”.
وأوضح النائب جورج عدوان أن النواب أبلغوه “أننا ضد توسيع الحرب والذهاب الى تصعيد أكبر ويجب أن نضع كل جهدنا لعدم جر لبنان الى حرب هو بغنى عنها ونحن ندعم أي مسعى بهذا الاتجاه. وقرار الحرب والسلم يجب أن يكون بيد الدولة ومُتخذ انطلاقا من مصلحة لبنان ولبنان فقط ولا يمكن ربط مصلحة البلد وكل اللبنانيين بأي مصلحة أخرى”.